المقدمة
الحمد لله الذي خلق فسوى, وعلم فهدى , والصلاة والسلام على معلم البشرية الأول،
ومبلغ الرسالة الكبرى , وعلى آله وصحبه أولي التقى , قال تعالى مبينا فضل العلم و
أهله : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ
يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) الزمر9, وقال تعالى (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ
وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ( المجادلة
11 .
حث
الرسول صلى الله عليه وسلم ــ على العلم فقال(طلب
العلم فريضة على كل مسلم) صحيح الجامع
3913
وتعد
مشكلة ضعف التحصيل الدراسي مشكلة عالمية لا يكاد يخلو منها مجتمع من المجتمعات إذ
يقول فيزرستون وهو من الأوائل الذين اهتموا بدراسة مشكلة ضعف التحصيل الدراسي(هناك
عشرين طالبا من أصل مئة لديهم ضعف في التحصيل الدراسي). وعند الحديث عن تدني
التحصيل العلمي يرجع الباحثون ذلك إلى أسباب عديدة مؤثرة على التحصيل منها المعلم والمعلمة
،والأسرة ، والبيئة الاقتصادية والاجتماعية ، والحالة النفسية و العقلية للطالب
والطالبة نفسه،حيث يعتبر التحصيل الدراسي أمرا مهماً لكي ينتقل الطالب والطالبة من
مرحلة دراسية إلى مرحلة دراسية لاحقة .
وموضوع تدني التحصيل موضوع دقيق وحساس ويتعلق بمستقبل الأبناء وحياتهم الاجتماعية
والمهنية واستقرارهم النفسي أو اضطرابهم في الطفولة والشباب , وهو ما يستوجب
النظرة الشمولية الفاحصة والثاقبة بكل تمحيص والمنبثقة من نظرتنا الموضوعية
للعوامل الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتفاعلة مع الاستعدادات
والميول والاتجاهات النفسية الخاصة بكل طفل على حده , البعيدة كل البعد عن الأحكام
العشوائية , والاتجاهات التعصبية " مثل الفكرة الخاطئة عند بعض المدرسين والمدرسات
والآباء من أن تدني التحصيل مرتبط بالغباء
والتخلف العقلي , في حين النظرة الموضوعية للتأخر الدراسي يجب أن يقوم على أساس
فهم واضح وموضوعي يأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب والعوامل المحيطة بالطالب
والطالبة والعملية التعليمية وتحليلها من أجل وضع اليد على الأسباب الحقيقية لهذا
التأخر .
أسئلة
الدراسة
تسعى هذه الدراسة للإجابة عن جملة من الأسئلة , حول موضوع ضعف التحصيل الدراسي ,
وقد تمحورت في الأسئلة التالية
_ ما المقصود بضعف التحصيل الدراسي ؟
- ما هي أسباب ضعف التحصيل الدراسي ؟
- ما أفضل أساليب علاج مشكلة ضعف
التحصيل الدراسي ؟
أهداف
الدراسة
تهدف هذه الدراسة للمساهمة في حل مشكلة ضعف التحصيل الدراسي
وتحديد أسباب ضعف التحصيل الدراسي ،
وتقديم بعض الحلول المقترحة.
المحور
الاول/ ما لمقصود بضعف التحصيل الدراسي
:
يصعب
تحديد تعريف شامل موحد لمفهوم ضعف مستوى التحصيل الدراسي فهو من أصعب المشكلات
فهما ً وتشخيصا ً وعلاجا ً لأن أسبابه متعددة ومتشابكة وله أبعاد تربوية واقتصادية
واجتماعية وثقافية ونفسية.
ويمكن القول انه انخفاض أو تدني نسبة التحصيل
الدراسي للتلميذ دون المستوى العادي المتوسط لمادة دراسية أو أكثر نتيجة لأسباب
متنوعة ومتعددة ،منها ما يتعلق بالتلميذ نفسه ومنها ما يتعلق بالبيئة الأسرية
والاجتماعية والدراسية والسياسية.
المحور الثاني / أسباب التأخر الدراسي
يلخص
زهران أسباب التأخر الدراسي في النقاط التالية
الأسباب
الحيوية :
تأخر
النمو وضعف البنية ، والتلف المخي ، وضعف الحواس مثل السمع والبصر ، الضعف الصحي
وسوء التغذية والأنيميا واضطراب الكلام ، والحالة السيئة للأم أثناء الحمل
وإصابتها بأمراض خطيرة وظروف الولادة العسرة .
الأسباب
النفسية :
الضعف
العقلي والغباء ونقص الانتباه وضعف الذاكرة والنسيان ، والشعور بالنقص وضعف الثقة
في الذات ، والاستغراق في أحلام اليقظة ، واضطراب الحياة النفسية للطالبة وصحتها
النفسية والمناخ النفسي المضطرب وسوء التوافق العام ، والمشكلات الانفعالية
والإحباط وعدم الاتزان الانفعالي والقلق والاضطراب العصبي ، وكراهية مادة دراسية
معينة أو أكثر ، وعدم تنظيم مواعيد النوم ، والاضطراب الانفعالي للوالدين .
الأسباب
الاجتماعية :
سوء
التوافق الأسري والعلاقات الأسرية المفككة وأسلوب التربية الخاطئ والقلق على
التحصيل وارتفاع مستوى الطموح بما لا يتناسب مع قدرات الطالبة واللامبالاة وعدم
الاهتمام بالتحصيل .
أسباب
أخرى :
نقص وانعدام الإرشاد التربوي وسوء
التوافق المدرسي ، وبعد المواد الدراسية عن الواقع وقصور المناهج وطرق التدريس
وسوء المناخ المدرسي العام وعيوب نظم الامتحانات وقلة الاهتمام بالدراسة
وعدم المواظبة وكثرة الغياب والهروب وضعف الدافعية ونقص المثابرة وعدم بذل الجهد
الكافي في التحصيل والاعتماد الزائد على الغير مثل الوالدين والدروس الخصوصية ، البيئة
الخارجية : مثل وسائل الترفيه (ملاهي) ورفقاء السوء ، اكتظاظ الفصول بالطالبات ، عدم
توفر الوسائل التعليمية المناسبة للموقف التعليمي.
المحور الثالث / علاج ضعف التحصيل
الدراسي
لكي يكون العلاج فاعلاً ومفيداً فلا
بد أن يكون شاملاً .
ومعنى شمولية العلاج أن يكون من جميع
الجوانب وبالأساليب المتخصصة في علاج هذه المشكلة ومنها :
1- أساليب العلاج العصبي
والسلوكي (العلاج الإكلينيكي).
2- أساليب العلاج النفسي.
3- أساليب العلاج
الاجتماعي.
4- أساليب العلاج
المدرسي.
أساليب العلاج العصبي والسلوكي :
وهذا النوع من العلاج نقوم به إذا كان
الطالبه لديها قصور معين في أي من الأجهزة العصبية فنقوم بعرضها على الأطباء
المتخصصين في المخ والجهاز العصبي .. وكذلك إذا كان القصور من عملية السمع أو
عملية البصر مما يؤثر على تحصيل الطالبه ومتابعتها لدروسها فنقوم بتحويلها إلى
الأطباء المتخصصين.
أساليب العلاج النفسي :
وتجمع
هذه الأساليب بين الأساليب المختلفة بمعنى أنها تجمع بين ملاحظة النواحي الجسمية
والإجتماعية والحركية والإنفعالية للمراحل السنية المختلفة وكذلك استعمال أسلوب
الإرشاد النفسي الذي يتناسب مع المرحلة الدراسية للطالبه ، ومعنى هذا أننا نهتم
بالطالبه من كل الجوانب وهو ما يعرف ( بأسلوب النمو المتكامل) ويشترك في هذا
الأسلوب الاختصاصي النفسي مع الأسرة ومع الطبيب ويتم التشخيص للحالة ومن ثم العلاج
المناسب.
أساليب العلاج الاجتماعي :
وفيه يقوم الاختصاصي الاجتماعي بدراسة حالة الطالبه من كافة
الجوانب (الجسمية – الاجتماعية - العقلية - النفسية ) وأيضا يقوم
بدراسة العوامل البيئية المؤثرة على الطالبه مثل المدرسة والمنزل والبيئة المحيطة
به من الرفقاء وذلك بهدف الوصول إلى أسباب المشكلة ورسم خطة للعلاج المناسب ، مما
يسهم في رفع المستوى التحصيلي للطالب.
دور الأسرة في العلاج :
1- أن يقوم الأب بالمتابعة
اليومية المستمرة لإبنته والإطلاع على الواجبات المنزلية وتقديم المساعدة له .
2- توثيق علاقة البيت بالمدرسة
عن طريق متابعة ولية امر الطالبة في المدرسة والإطلاع على المستوى التعليمي
وتطوره.
3- العلاقة الطيبة بين
أفراد الأسرة لها أثرها الواضح على نشأة الأبناء وتحصيلهم العلمي.
4- التعرف على المشكلات
المدرسية التي تعوق الطالبة في التحصيل العلمي.
5- زرع الثقة في النفس .
6- توفير المناخ المساعد
على الدراسة ومراجعة الدروس واستذكارها.
أساليب العلاج المدرسي :
أ- دور الإدارة المدرسية :
1- إقامة فصول نموذجية في
العدد والبعد عن الكثافة الفصلية.
2- تجهيز الحجرات الخاصة
بكل مادة وتوفير الوسائل التعليمية اللازمة.
3- قياس مستمر لتعلم الطالبات.
5- متابعة ورعاية الطالبه
المحتاجه لمزيد من التعليم والتحصيل الدراسي.
6- الإهتمام بوضع خطط
العلاج والتقويم لاكتشاف ضعف التحصيل .
7- القضاء على
الدروس الخصوصية خارج نطاق المدرسة والتي تدفع المعلمه إلى عدم الجدية في الدراسة
المنتظمة والطالبه إلى التكاسل في المدرسة.
8- تحريك أسرة الطالبه
وتوعيتها بأهمية دورها التعليمي والتربوي.
9- رفع دافعية الطالبه الضعيفه
نحو المادة والمنهاج والتعليم عامة.
10- تكريم المعلمة الحاصله على أفضل نسبة نجاح في الطابور
المدرسي مما يدفعها إلى الاهتمام بالطالبات الضعيفات ورفع المستوى التحصيلي لهن.
ب- دور المعلمه :
1- يجب على المعلمة أن تزيد من كفاءتها العلمية
والمهنية بالقراءة والاطلاع.
2- أن تقوم بتدريس المادة
بطريقة فنيه.
3- أن تكون قريبه من الطالبات
وحبهن لها وثقتهم فيها، مما يدفع الطالبات إلى قبول التعلم والإستفادة من المادة.
4- تدريب الطالبات على
الاختبارات طول السنة الدراسية.
5- التركيز على الطالبات الضعيفات
داخل الفصل وتغيير أماكن جلوسهن إلى أماكن أخرى تساعدهم على الانتباه والوعي
والإثراء.
6- تكليف الطالبات الضعيفات
بالواجبات المنزلية عن كل درس مما يساعدها على استيعاب المادة بشكل أفضل ومتابعة
الواجبات بعد ذلك.
7- وضع جوائز قيمة وشهادات
التقدير، لرفع مستوى الطالبات الضعيفات .
ومن ذلك عبارات الثناء ونحوها، فإنها
دافعة لمزيد من الاجتهاد والعناية. روي مسلم وأحمد في المسند أن النبي صلى الله
عليه وسلم سأل أبي بن كعب – رضي الله عنه : ((أبا المنذر ، أي آية في كتاب الله أعظم؟)) فقال
: آية الكرسي فقال له صلى الله عليه وسلم : (ليهنك العلم أبا المنذر) فتصور شعور
هذا الصحابي – رضي الله عنه – وهو يسمع الثناء والتهنئة من النبي صلى
الله عليه وسلم وكيف يكون في طلب العلم بعد ذلك.
8- خلق الله سبحانه الناس
معادن وقدرات متفاوتة جسماً وعقلاً ونفساً وحرصاً واستعداداً ، قال تعالى : (ليسوا
سواء) آل عمران 113. والمعلمة تتعامل مع الطالبات مختلفات وتخاطبهن ، فعليها
مراعاة الفروق الفردية بينهن تربية وتعليماً وكماً وكيفاً ومتابعه .. وهنا تظهر
براعة المعلمة في تحقيق التوازن بينهن وإفهام الجميع.
9-
كتابة تقرير شامل عن الطالبات الضعيفات أسبوعياً وتقديمه للمرشده الطلابية للقيام
بدورها بعد ذلك في متابعة الطالبات بالاشتراك مع البيت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق